للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا عمرو بن مرة الجهني يأتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يسلم ويخبره برؤيا رآها وهو نائم فيقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا عمرو بن مرة، إني المرسل إلى العباد كافة أدعوهم إلى الإسلام، وآمرهم بحقن الدماء، وصلة الأرحام، وعبادة الله، ورفض الأصنام، وحج البيت، وصيام شهر من اثني عشر شهراً وهو شهر رمضان، فمن أجاب فله الجنة، ومن عصى فله النار، فآمن يا عمرو بن مرة يؤمنك الله من نار جهنم (، فقال عمرو: "أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله"، ثم طلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يبعثه إلى قومه يدعوهم فأذن له الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأتى قومه ثم دعاهم بما علمه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الهدى، فقال لهم نفس قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - له، فجعل كلام رسول الله ضابطاً له وحافظاً لدعوته من التغيير والتحريف، فكانت هي المرجع الذي استقى منها دعوته.

وهذا ضمام بن ثعلبة - رضي الله عنه - يدعو قومه بما تعلمه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمور الدين وذلك في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - الذي قال فيه: "فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة" (١)، وقد أسلم قومه جميعاً عن بكرة أبيهم.

وإذا كانت المرجعية هي الجهة التي يسلِّم بحكمها المتحاورون عند الاختلاف والنزاع (٢)، فإن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يحتكمون في أمور الدعوة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته وإلى سنته بعد مماته، ففي قصة مسلم بن الحارث التميمي عندما


(١) انظر الحديث كاملاً في مسند الإمام أحمد، مسند بني هاشم، مسند عبدالله بن عباس، رقم ٢٣٨٠. حديث صحيح (الألباني، صحيح سنن أبي داود، كتاب الصلاة، رقم ٥٠٥، ٤/ ٣٨٩).
(٢) انظر: صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم، عاطف إبراهيم المتولي رفاعي، ص ٩١.

<<  <   >  >>