للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا بلغ ابنه، ومعناه: كان فرداً فصار ذا صاحب، وأصحبتُه فهو مُصحَبٌ، أي: فعلت به ما جعلته صاحباً لي غير نافر عني" (١)، "والصاحب: الملازم إنساناً كان أو حيواناً أو مكاناً أو زماناً، ولا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن وهو الأصل والأكثر، أو بالعناية والهمة، ولا يقال في العرف إلا لمن كثرت ملازمته، والمصاحبة والاصطحاب أبلغ من الاجتماع لأجل أن المصاحبة تقتضي طول لبثه، فكل اصطحاب اجتماع وليس كل اجتماع اصطحاباً" (٢)، ويرى الكفوي أن "كلمة الصاحب تعم القليل والكثير، وهي لمن كثرت ملازمته وطالت صحبته" (٣).

ويقول الفراهيدي: "إن الصاحب يكون في حالٍ نعتاً لكنه عمَّ في الكلام فجرى مجرى الاسم كقولك صاحب مال، أي: ذو مال، وصاحب زيد، أي: أخو زيد" (٤).

ومن جميع هذه التعريفات نجد أن كلمة "صحابة" في اللغة لا تتعدى أن تكون اسم جمع لمن طالت عشرتهم وملازمتهم وهم متفقون متلائمون.

وجذر "صحب" في اللغة لها معانٍ عدة تختلف عن المعنى المقصود هنا والذي ذكرناه سابقاً، وسوف نذكرها هنا للاستفادة والتفريق بين المعاني، فمنها "قولك صاحب مال، أي: ذو مال -ذكرناه سابقاً-، وهو يدل على الملكية لشيء، كما تعني كلمة


(١) أساس البلاغة، الزمخشري، حرف السين، ص ٤٦٦.
(٢) المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، كتاب الصاد، ص ٢٧٥.
(٣) الكليات، الكفوي، فصل الصاد، ٣/ ١١٢.
(٤) العين، الفراهيدي، حرف الحاء، باب الثلاثي الصحيح، باب الحاء والصاد والباء، ٣/ ١٢٤.

<<  <   >  >>