للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ} (١).

أما تعريف "الداعي" أو "الداعية" في الاصطلاح، فقد تعدد وكثر بعدد من تطرق إلى تعريفه، فيقول ابن القيم - رحمه الله -: "إن الدعاة جمع داع، كقاضٍ وقضاة، ورام ورماة، وإضافتهم إليه للاختصاص، أي الدعاة المخصوصون به الذين يدعون إلى دينه وعبادته ومعرفته ومحبته" (٢)، فهم من يدعو إلى دين الله وحده دون غيره، وليس للداعي إلى غير الله علاقة بهذا المصطلح، وكأنه أصبح معروفاً أن الداعية هو من "داعية الإسلام". فنجد أن التعريف لكلمة "داعي أو داعية" بشكل مجرد يعني من يدعو إلى الإسلام كما هو الحال في كلمة "مبشر" فهي تعني من يبشر بعيسى - عليه السلام - ودعوة النصرانية.

فالداعية بشكل عام هو "المسلم المكلف"، فتجب عليه الدعوة بقدر استطاعته، وقدر علمه؛ لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (٣)، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ((٤)، وبذلك تكون الدعوة فرضاً على كل


(١) سورة غافر، الآيتان: ٤١ - ٤٢.
(٢) مفتاح دار السعادة، ابن قيم الجوزية، ١/ ١٥٨.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١١٠.
(٤) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب كون النهي عن المنكر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان، رقم ١٧٧، ص ٤٢.

<<  <   >  >>