وقد كان إعداد صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للدعوة أولاً على يديه - صلى الله عليه وسلم - وتحت نظره، فكان ملقناً مهماً لمعنى الدعوة، وموجهاً إياهم إلى طريقها، وآمرهم بحمل لوائها في حضرته ومن بعده، فكم داعية جهزه - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه - رضي الله عنهم -، وأرسله بعد أن يزوده بما يحتاج من زاد الداعية، كما كانت جيوشه - صلى الله عليه وسلم - جيوش دعوة أولاً لا جيوش قتال، لذلك أعطى - صلى الله عليه وسلم - لإعداد الداعية أهمية عظمى، كما بين ضرورة ذلك، وهو ما سوف يتبين لنا في هذا المطلب.
إن إعداد الداعي هو نوع من التأهيل والتدريب المتعارف عليه في زماننا، إلا أن الطريقة تختلف باختلاف الأزمنة والأحوال، وذلك لاختلاف الإمكانات والشعوب والمؤثرات، واختلاف الأعداء أيضاً. أما إعداد الصحابة - رضي الله عنهم - فإنه هو الركيزة الأساسية في إعداد الدعاة لاحقاً؛ لأن الأساسيات لا تتغير وإن تغيرت طريقة التعامل معها، وطريقة استخدامها، ومن هذه الأساسيات في إعداد الداعي الإجابة عن الأسئلة الآتية وإعداد الداعي على ضوء هذه الإجابات: