للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أهمية الدعوة للداعي أنه مستفيد من القيام بها سواء استجاب له المدعو أم لم يستجب؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - يجازيه بعمله واجتهاده، كما أن استجابة المدعو له فيها من الأجر الكبير، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ((١)، فكل عمل يعمله من يهتدي من صلاة وصيام وحج وزكاة وصدقة وغيرها من أعمال الخير، يكتب للداعية مثله دون أي مجهود منه، كما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيَّن لأصحابه أيضاً أن هداية المدعوين فيها من الخير ما يفوق خير الدنيا وذلك عندما قال لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: (فوالله لأن يُهدى بك رجلٌ واحدٌ خير لك من حُمر النعم ((٢). وفي المقابل فيها وزر وإثم ومخافة تعجيل العقوبة حال التفريط بها، قال - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم ((٣).

ومن هنا كان إعداد الصحابة للقيام بمهام الدعوة، وذلك ببيان أهميتها وما فيها من خير وما في تركها من شر؛ لذلك رأينا حرصهم عليها أشدَّ الحرص؛ فكم من صحابي عانى ما عاناه من أجل الدعوة إلى الإسلام والظفر بالجنة والسلامة من العذاب.


(١) صحيح مسلم، كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، رقم ٦٨٠٤، ص ١١٦٥.
(٢) صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى الإسلام، رقم ٢٩٤٢، ص ٤٨٧.
(٣) جامع الترمذي، أبواب الفتن، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رقم ٢١٦٩، ص ٤٩٨. حديث حسن (الألباني، صحيح الجامع، رقم ٧٠٧٠، ٢/ ١١٨٩).

<<  <   >  >>