للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومشاهد الخير، ومجالس الذكر معهم، وعيادة مريضهم، وحضور جنائزهم، ومواساة محتاجهم، وإرشاد جاهلهم، وغير ذلك من مصالحهم لمن قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقمع نفسه عن الإيذاء، وصبر على الأذى، وقال: اعلم أن الاختلاط على الوجه الذي ذكرته هو المختار الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وكذلك الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من الصحابة والتابعين" (١)، وقد أنزل الله - سبحانه وتعالى - آية تبين آداب المخالطة، قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} (٢).

وكان صحابة رسول الله يخالطون المشركين أسوة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يألفه قومه ويأتونه لغير واحد من الأمر، فقد كان تاجراً نسَّاباً حسن المجالسة (٣)، ودعا كثيراً ممن يأتيه إذا وثق به وأمنه، فكانت المخالطة من منهجهم - رضي الله عنهم -.


(١) رياض الصالحين، النووي، ص ١٦٧.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ٦٨.
(٣) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ١/ ٢٣٩.

<<  <   >  >>