للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث جابر بن عبدالله: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ((١)، يقول شيخ الإسلام في ذكر كلمتي "الناس والعالمين" في القرآن والسنة قال: "فاسم "الناس" و"العالمين" يدخل فيه العرب وغير العرب من الفرس والروم والهند والبربر" (٢)، ويقول الشيخ البسام: "قد جعل الله تعالى في هذا النبي وفي رسالته السامية الصلاحية والشمول لأن تكون الدستور الخالد والقانون الباقي لجميع البشر على اختلاف أجناسهم وتباين أصنافهم" (٣). والشاهد مما سبق من الآيات والأحاديث والأقوال هو المدعو ومن هو؟ وما أهميته في الإسلام والدعوة؟ وما ترتب على ذلك من أهمية لدى الصحابة - رضي الله عنهم - وحرصهم على تبليغ الرسالة إليه؟ بالإضافة إلى الفضل والأمر العظيم الذي سيحصل عليه الصحابة بدخول هذا المدعو إلى الإسلام، ففي وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في غزوة خيبر قال: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم (.

ولو لم يأت من الفضل للصحابة - رضي الله عنهم - إلا ذلك لكفى، وجعل لأهمية المدعو عندهم مكاناً عليا، وذلك ما جعل المدعو لديهم سلعة يتاجرون بها مع الله ويرجون الربح من ورائها والأجر من عند الله، والاستثمار الباقي، وذلك ما جعلهم يسخِّرون الصعب ويخاطرون بأرواحهم وأموالهم وأهليهم من أجل هذا المدعو،


(١) صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً (، رقم ٤٣٨، ص ٧٦.
(٢) مجموع الفتاوى، ابن تيمية، ٣٤/ ٢٠٧.
(٣) تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، عبدالله بن عبدالرحمن البسام، ص ٧٦.

<<  <   >  >>