للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"القبيلة هي أساس النظام الاجتماعي عند أهل البادية، وتعد أكبر الوحدات السياسية التي عرفها العرب ومارسوا من خلالها نشاطاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية" (١)، ولكل قبيلة إمكانات ومميزات تتميز بها عن الأخرى، فمثلاً قبيلة قريش تتميز بخدمة البيت الحرام وجميع القبائل تحج إليه كل عام، وقبائل اليمن تأتي عن طريقهم رحلات التجارة، وكذلك من قبائل الشام، وتتميز قبائل اليمامة بتزويد مكة بالحنطة، كما أنها تقع على طريق تجارة العراق، فلكل قبيلة مصلحة لدى القبيلة الأخرى، كما أنه مع وجود المصالح فإن القبائل الصغيرة تخاف على نفسها من تسلط القبائل القوية وسلبها، ومن هذا المنطلق -منطلق المصلحة وتحاشي الضرر- يكون التعامل بين القبائل أو هذه الدويلات الصغرى. إذن هذه القبائل هي داعم ومساند لأفرادها وحامية لهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

ولو تأملنا القرآن الكريم لوجدنا أن الله - سبحانه وتعالى - ذكر مدى حماية القبيلة لأفرادها وذلك في قوله تعالى على لسان لوط - عليه السلام -: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} (٢)، يقول ابن جرير: {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} يقول: "أو أنضم إلى عشيرة مانعة تمنعني منكم" (٣)، وفي قوله تعالى على لسان قوم


(١) الإدارة في عصر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أحمد عجاج كرمي، ص ٢٩.
(٢) سورة هود، الآية: ٨٠.
(٣) جامع البيان، الطبري، ٦/ ٤٢٨.

<<  <   >  >>