للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (١)، وقوله: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} (٢)، وقوله سبحانه: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (٣)، وقوله: {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} (٤).

وقد وصف الله سبحانه بعض خلقه بالحلم كوصفه لإبراهيم - عليه السلام - في قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} (٥)، وأيضاً وصفه سبحانه لإسماعيل - عليه السلام - عندما بُشِّر به إبراهيم فقال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} (٦).

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حليماً على قومه، ففي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: "لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وبعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم عليَّ ثم قال: يا محمد، فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٣٥.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦٣.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٥٥.
(٤) سورة الحج، الآية: ٥٩.
(٥) سورة التوبة، الآية: ١١٤.
(٦) سورة الصافات، الآية: ١٠١.

<<  <   >  >>