للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبناءً على هذه المحاور سيُبحَث كل أسلوب مع ما يناسبه من هذه المحاور؛ لأنه قد يتوافر في الأسلوب الواحد أكثر من جانب من هذه المحاور يستخدمه الداعي للتأثير على المدعو.

ولأن بعض الباحثين ناقشوا هذه الجوانب على أنها "مناهج الدعوة" وذلك خلال كتابتهم عن منهج الدعوة، إلا أنها هنا عُدَّت أساليب وليست مناهج وذلك لعدة أسباب منها:

أ) أن منهج الدعوة واحد ولا يمكن أن يكون متعدداً، وقد ذكر الله - سبحانه وتعالى - ذلك في قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (١)، والشرعة والمنهاج هما بالإفراد وليس بالجمع، أي لا يمكن تعددهما من منظور الإسلام، ومنهج الدعوة هو الإسلام.

ب) أن المناهج (العقلي، الحسي، العاطفي) هي مناهج تنطبق على بعض العلوم المدنية التطبيقية إلا أنها لا تنطبق على العلوم الشرعية؛ لأن مصدرها الكتاب والسنة، ومنهجها ثابت.

جـ) أن المناهج (العقلي والحسي والعاطفي) تعتمد على صفات بشرية وقدرات إنسانية تتباين من شخص لآخر، ومنهج الدعوة هو منهج إلهي محكوم بضوابط شرعية لا تخضع للمنهج العقلي كالفلاسفة، ولا للمنهج الحسي كالدهريين، ولا للعاطفة التي تسيطر عليها الرغبات وتختلف بين البشر.


(١) سورة المائدة، الآية: ٤٨.

<<  <   >  >>