للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- قوله - صلى الله عليه وسلم -: (مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب ((١).

هذا وهناك كثير من الأمثلة في القرآن والسنة تدل على ضرب الأمثال للمدعو لتقريب الدعوة إلى الأذهان وتبسيطها على الأفهام.

وقد لجأ الصحابة - رضي الله عنهم - إلى هذا الأسلوب ليقيسوا ما هو مجهول لدى المدعو بما هو معلوم محسوس فيسهل التصور فيكون أدعى لقبول ما يعرضونه على المدعو؛ وذلك لتقبُّل النفس له واقتناع العقل به.

ومن المواقف التي استخدم الصحابة فيها ضرب الأمثال دعوة ربعي بن عامر - رضي الله عنه - لرستم عندما قال له: (إنَّ الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها (فضرب له مثل الدنيا الضيقة والدنيا الواسعة بالكفر والإيمان.

وفي دعوة الصحابة لعبدالله بن حرام عندما قالوا له: (إنا لنرغب بك أن تموت على ما أنت عليه فتكون لهذه النار غداً حطباً (، فشبهوا المشركين بالحطب الذي توقد منه النار ليسهل تصور الوضع يوم القيامة. وأيضاً عندما قام ابن مسعود - رضي الله عنه - يتلو سورة الرحمن على مسامع قريش عند المقام تحت الكعبة، ففيها قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} (٢)، فذكرهم وضرب لهم المثل بذكر الآيات، "وهو


(١) صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام، رقم ٥٠٢٠، ص ٩٠٠.
(٢) سورة الرحمن، الآيتان: ١٤ - ١٥.

<<  <   >  >>