للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (٥٣) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} (١)، وقد وعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - الخزرج بالجنة إذا هم وفوا بعهدهم معه.

وقد كانت أكثر دعوة الصحابة بالترغيب بالآخرة، وما عند الله فيها، وأن هذه الدنيا زائلة، وأن النعيم هو النعيم الدائم، ومن هذه النماذج الدعوية لأسلوب الترغيب بما في الآخرة من خير ما يأتي:

(١) في دعوة عمر بن مرة الجهني لقومه ترغيب في الجنة، ومما قال لهم: (يا بني رفاعة ثم يا بني جهينة، إني رسول الله إليكم أدعوكم إلى الجنة (، فكانت دعوته إلى الجنة هي البداية التي من خلالها استفتح خطابه لهم، فرغبهم بالجنة لكي يحرك عواطفهم قبل أن يدعوهم للإسلام، وكما ذكرنا سابقاً أنهم أسلموا جميعاً إلا رجلاً واحداً.

(٢) في النقاش الذي دار بين المغيرة بن شعبة ورستم قائد الفرس، أشار المغيرة - رضي الله عنه - إلى أن الآخرة هي المطلب، والفوز بها هو الفوز، وذلك في قوله: "إنما همنا وطلبنا الآخرة، فأوضح لرستم مدى فضل الآخرة للمسلم، ومدى شوقه لها، مما جعل رستم يعجب به وبردوده، مما دعاه يذكر الإسلام لقادته ورؤساء قومه" (٢).


(١) سورة الدخان، الآيات: ٥١ - ٥٤.
(٢) البداية والنهاية، ابن كثير، المجلد الرابع، الجزء السابع، ص ٣٨.

<<  <   >  >>