أ) عندما نزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران قبل دخوله مكة قام العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - بدعوة أبي سفيان، وكان ذلك بأسلوب الترهيب من عاقبة الأمور في الدنيا، فلما التقيا قال العباس: ويحك يا أبا سفيان! هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس، واصباح قريش والله، قال: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ قال: والله لأن ظفر بك ليضربن عنقك.
ففي بداية حديث العباس مع أبي سفيان - رضي الله عنهما - كان إشارة إلى الهلاك الدنيوي فقوله:"واصباح قريش والله" كانت إرهاباً وإرعاباً لأبي سفيان، مما جعله يسأل عن الحيلة والحل، فكان في الثانية أيضاً ترهيب من القتل في قوله:"والله لأن ظفر بك ليضربن عنقك"، فكان في البداية تخويف من هلاك القبيلة كاملة، وبعد ذلك تخويف من هلاكه بنفسه، وقد أثمر ذلك الأسلوب عن ذهاب أبي سفيان مع العباس - رضي الله عنهما - إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإسلامه.
ب) حسان بن ثابت - رضي الله عنه - شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمدافع عن الإسلام بشعره، يرسل أبياتاً لابن الزبعرى يخوفه فيها من وضعه وحالته التي هو عليها، وذلك بعد هروبه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - في فتح مكة ولجوئه إلى حصن في نجران، وكان قد آذى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بشعره ودعاه فقال له حسان في أبياته:
لا تعدمن رجلاً أحلك بُغضُه ... نجرانَ في عيش أحذَّ لئيم
بُليت قناتك في الحروب فاُلفيت ... خمانةً جوفاء ذات وصوم
غضب الإله على الزبعرى وابنه ... وعذاب سوء في الحياة مقيم