للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد خاطب القرآن الكريم الحس البشري في مواضع عدة، منها قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٢١) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} (١). وقد استخدم الأنبياء - عليهم السلام - الأسلوب الحسي في دعوتهم وذلك بكثير من المعجزات، كعصا موسى - عليه السلام -، وإحياء الموتى وإبراء الأعمى والأكمه لعيسى - عليه السلام -، وانشقاق القمر للنبي - صلى الله عليه وسلم -، كلها آيات حسية تدل على صدق دعوتهم.

ومن المعجزات للنبي - صلى الله عليه وسلم - عندما جاءه الأعرابي فدعا له "السمرة" (٢) فأقبلت تخدُّ الأرض خدَّاً حتى كانت بين يديه (٣)، وفي دعوته لعذق النخلة حتى نزل وسقط بين يديه (٤)، وغير ذلك من المعجزات الحسية.

وتستخدم هذه الأساليب مع الأشخاص الذين يعتدُّون بقولهم، المعاندين بعواطفهم، فلا يستمعون إلا لما هو واقع أمامهم من أمور محسوسة متجاهلين ما غير ذلك، فاستخدام الأساليب الحسية مع هؤلاء مدعاة لتسليمهم وتصديقهم، إلا من عاند وأبى تكبراً على الحق، كما أن هذا الأسلوب له تأثير


(١) سورة الذاريات، الآيات: ٢٠ - ٢٣.
(٢) السمر: ضرب من شجر الطلح الواحدة سمرة. (انظر: العين، الفراهيدي، حرف السين، باب السين والراء والميم معهما، ٧/ ٢٥٥).
(٣) انظر الحديث في صحيح ابن حبان، المجلد السادس، الجزء الثالث والتاسع، باب المعجزات، ذكر شهادة الشجر للمصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة، رقم ٦٥١٤، ص ١١٧. حديث صحيح (الألباني، المشكاة، رقم ٥٩٢٥، ٣/ ١٦٦٦).
(٤) انظر الحديث في جامع الترمذي، أبواب المناقب، باب في حنين الجذع، رقم ٣٦٢٨، ص ٨٢٧. حديث صحيح (الألباني، المشكاة، رقم ٥٩٢٦، ٣/ ١٦٦٦).

<<  <   >  >>