للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد استخدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأسلوب الحسي في إثبات كثير من الأمور العقدية، فمثلاً في إثبات البعث: عن أبي رزين العقيلي - رضي الله عنه - أنه قال: قلت: يا رسول الله، كيف يحيى الله الموتى؟ وما آية ذلك في خلقه؟ قال: (أما مررت بوادي أَهْلِكَ مَحْلاً؟ (قال: بلى، قال: (ثم مررت به يهتز خضراً (قال: بلى، قال: (فكذلك يحيي الله الموتى، وذلك آيته في خلقه ((١).

فوصف البعث غير المدرك من قبل البشر بالأرض الميتة عندما تخضرُّ وهي محسوسة تستوعبها حواس البشر، وهو أسلوب حسي لإثبات عقيدة البعث.

ومن الشواهد التي أثبت بها الصحابة بالأسلوب الحسي خطأ ما يعتقده المشركون في بعض الأمور ما سنورد ذكره هنا:

أ) بعدما عرض مصعب بن عمير الإسلام على عمرو بن الجموح، وقرأ عليه القرآن خرج من عنده دون أن يسلم، بل عاد إلى صنم عنده ليشاوره في الأمر، فعند ذلك علم ابنه معاذ بن عمرو ومعاذ بن جبل أن عمرو بن الجموح لن يفلح معه إلا الأسلوب الحسي، وذلك بإثبات خطأ معتقده في إلهه الذي يعبد ويستشير، فلجؤوا إلى إلقاء ذلك الصنم في حفرة فيها عذرة للناس منكساً على رأسه، فيبحث عنه عمرو بن الجموح فيجده في هذه الحفرة فيأخذه فيغسله ويطيبه ولا يزال ينظر إليه أنه إله له، ومع


(١) المستدرك على الصحيحين، الحاكم، كتاب الأهوال، رقم ٨٨٦٠، ص ٤٥٨. حديث حسن (الألباني، صحيح الجامع، رقم ١٣٣٤، ١/ ٢٨٤).

<<  <   >  >>