[إثبات علم الله عز وجل بأفعال العباد ومصائرهم وتقديره ذلك]
ثم قال المؤلف رحمه الله بعد هذا.
[وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار جملة واحدة، ولا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه، وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه، وكل ميسر لما خلق له، والأعمال بالخواتيم، والسعيد من سعد بقضاء الله، والشقي من شقي بقضاء الله] .
هذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله هو بداية بحث مسألة القدر، وبدأه المؤلف رحمه الله بإثبات علم الله جل وعلا السابق لكل شيء، وبدأ بالعلم لأنه أقوى ما يرد به على نفاة القدر.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:(ناظروهم بالقدر -أي: القدرية- فإن أقروا به خصموا، وإن أنكروه كفروا) وهذه كلمة عظيمة من الإمام الشافعي رحمه الله فيها بيان طريق إثبات القدر.