للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحساب]

ثم قال: [والحساب] ، يعني: ونؤمن بالحساب، والحساب مأخوذ من المحاسبة، والمحاسبة أصلها مأخوذ من العد والإحصاء، والمراد بالمحاسبة ما يكون من المناقشة وما يكون من العرض، فإن العرض يطلق عليه حساب كما قال الله جل وعلا: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق:٨] ، فإذا قلنا: نؤمن بالعرض أي: العرض الذي يكون لجميع الخلائق على رب العالمين، كما قال الله: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا} [الكهف:٤٨] ، وما أشبه ذلك من الآيات الدالة على عرض الخلق على الله عز وجل فيكون الحساب هنا شاملاً لنوعين: الحساب الذي هو الموازنة بين الحسنات والسيئات، والحساب الذي هو العرض للسيئات دون المؤاخذة بها، والحساب الذي بمعنى الموازنة لا يكون إلا لأهل الإسلام، أما أهل الكفر فإنه لا توزن حسناتهم، بمعنى أنها لا توزن أعمالهم كموازنة الأعمال التي فيها حسن وسيئ؛ لأنه لا حسنات لهم قال الله جل وعلا: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان:٢٣] ، وإنما الحساب المضاف إلى أهل الكفر حساب العرض لأعمالهم السيئة، وتوبيخهم عليها، وتقريعهم بها، هذا الذي يكون من الحساب للكفار، أما حساب الموازنة بين الحسنات والسيئات فلا يكون لأهل الكفر؛ لأنه لا حسنات لهم فتوزن بل قال الله جل وعلا: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان:٢٣] ، والحساب بمعنى الموازنة بين الحسنات والسيئات يكون لأهل الإسلام، ونؤمن أيضاً بالعرض الذي يكون لأهل الإحسان، وكذا عرض التوبيخ والتقريع الذي يكون لأهل الكفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>