ثم قال رحمه الله:(والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين) فرغ مما يتعلق بالصلاة فيما مضى في قوله: (ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة) ، ثم ذكر ثاني ما يحصل به الاجتماع، وما لا يمكن أن يكون إلا باجتماع فقال:(والحج والجهاد ماضيان) الحج أي: فريضته، وهو الحج مع الأمراء والأئمة، والجهاد كذلك أي: مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: فأهل السنة والجماعة يرون الحج والجهاد وإقامة الجمعة والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً.
وتقدم الكلام على الصلاة، وأتى المؤلف رحمه الله بما يتعلق بالحج والجهاد فقال:(ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين) يعني: هما مع ولاة الأمر من المسلمين ماضيان لا ينقطعان، ومن رأى أن الجهاد لا يكون وقد انتهى فإنه مخطئ، كما تقول الرافضة: لا يكون الجهاد إلا مع الإمام المعصوم! بل الجهاد ماض مع كل ولي من ولاة أمر المسلمين، وكذلك الحج باق وماض مع كل ولي من ولاة أمر المسلمين.
قال:(برهم) أي: مستقيمهم وعدلهم (وفاجرهم) أي: من لم يكن على صراط الاستقامة والهداية، قال:(إلى قيام الساعة) قال: (لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما شيء) ، بل هما ماضيان كما قال رحمه الله:(إلى قيام الساعة) .