للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلام على الروح]

ثم قال: (ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين) أرواح: جمع روح، والروح خلاف البدن، فالإنسان مكون من روح وجسد، والجسد هو: ما يدركه النظر، وأما الروح: فهو أمر خفي، اختلف العلماء في تعيينه، وبيان حقيقته، ولم يقفوا على كنهه في شيء، وليس فيما يتعلق بالروح أكثر مما دلت عليه النصوص: من أن الروح عين، تصعد وتهبط وتقبض وتبسط، هذا أكثر ما جاء في بيان حقيقة الروح، لكن الروح ليست كما يقول الفلاسفة: عرض، بل هي عين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنها بأخبار تدل على أنها تبصر وتقبض وتبسط ويعرج بها، ولها تعلق بالبدن.

أما كيفية تعلقها بالبدن فإننا لا نقف على ذلك في شيء، وأيضاً كيفية الروح لا نقف في ذلك على شيء إلا ما ذكره الله جل وعلا في قوله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:٨٥] أي: من مأمور ربي جل وعلا، فهي من الأمور التي قدرها الله جل وعلا، ليس فيها ما يعرف أكثر مما جاءت به النصوص، ومن طلب أكثر مما جاءت به النصوص فإنه لا يقف في حقيقة ذلك على شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>