بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:[وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى، وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى، بالحق والهدى، وبالنور والضياء] .
قال المؤلف رحمه الله في تكملة ما يتعلق بتقرير رسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(وكل دعوى النبوة) ، أي: وكل ادعاء للنبوة بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فغي وهوى، فوصفها المؤلف رحمه الله بوصفين:(غي وهوى) ، والغي: هو الجهل عن اعتقاد فاسد، فادعاء النبوة بعد نبوة النبي صلى الله عليه وسلم جهل ناشئ عن اعتقاد فاسد، وهو أنه تجوز النبوة بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقول المؤلف:(وهوى) أي: واتباع للهوى وهو ما تشتهيه النفس وتميل إليه، فالهوى: مأخوذ من هوى يهوى إذا مال إلى الشيء والتذ به وانجذب إليه، فكل من ادعى النبوة بعد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدعواه لا تخرج عن هذين: - عن كونها جهلاً ناشئاً عن اعتقاد فاسد، أو اتباعاً للهوى.