للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إثبات صفة الوحدانية والفردانية لله جل وعلا]

ثم قال رحمه الله في التعليل للجملة السابقة: [فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفة الوحدانية] (الوحدانية) مأخوذة من اسم الله الواحد، والواحد اسم من أسماء الله عز وجل، كما قال تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [النحل:٢٢] فالله سبحانه وتعالى واحد في صفاته واحد في أفعاله واحد في أسمائه واحد فيما يجب له، فهو سبحانه وتعالى واحد لا شريك له.

وبعض العلماء يقول الوحدانية مأخوذة من اسم الله عز وجل الأحد، والأحد اسم من أسماء الله عز وجل، كما في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:١] لكن الظاهر أن هذا القول ليس بصواب؛ لأن الأحد ينسب إليه صفة الأحدية، وأما هنا فالمؤلف قال: (الوحدانية) فتكون مأخوذة من اسمه عز وجل الواحد.

قال رحمه الله: [منعوت بنعوت الفر دانية] (منعوت) أي: موصوف، والنعت والوصف بمعنىً واحد، وبعضهم يفرق بين النعت والوصف، لكن الذي جرى عليه أكثر العلماء على أن النعت والوصف لفظان مترادفان معناهما واحد، فقوله رحمه الله: (منعوت بنعوت الفردانية) أي: موصوف جل وعلا بصفات الفردانية، وصفة الفردانية مأخوذة من الفرد، والفرد ليس اسماً لله عز وجل فإنه لم يثبت ثبوتاً يعتد به ويلحق هذا الوصف بأسمائه، لكنهم قالوا: إنه مأخوذ من قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص:٢] فإن من معاني اسمه الصمد (الذي لم يلد ولم يولد) فهو فرد سبحانه وتعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>