قال المصنف رحمه الله:[ونؤمن بالملائكة والنبيين، والكتب المنزلة على المرسلين، ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين.
ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين، وله بكل ما قال وأخبر مصدقين] .
يقول رحمه الله:(ونؤمن بالملائكة والنبيين) الإيمان بالملائكة من أصول الإيمان كما دل على ذلك الكتاب والسنة، قال تعالى:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}[البقرة:١٧٧] فذكر الله جل وعلا بعد الإيمان به وباليوم الآخر الإيمان بالملائكة.
فالإيمان بالملائكة من أصول الإيمان، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عن الإيمان قال:(أن تؤمن بالله وملائكته) فالإيمان بالملائكة من أصول الإيمان.
والذي يتضمنه الإيمان بالملائكة أن نؤمن بأنهم خلق من خلق الله، خلقهم جل وعلا من نور، وأن الله سبحانه وتعالى اصطفاهم فأسكنهم السماوات كما قال جل وعلا:{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا}[النجم:٢٦] فهم أهل السماوات.
واصطفاهم الله جل وعلا بأن جعل منهم رسلاً بينه وبين الخلق من بني آدم كما اصطفى جبريل عليه السلام، واصطفى منهم -أيضاً- من أوكل إليه شئون الخلق كالمطر، وأحوال الناس، وما إلى ذلك.
عددهم لا يعلمه إلا الله، فنؤمن بمن ذكره الله منهم تعييناً كجبريل وميكال وإسرافيل، ونؤمن بمن ذكره الله جل وعلا منهم على وجه العمل والوظيفة كقوله سبحانه وتعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق:١٨] ، وكملك الموت ومن يعينه في قبض الأرواح.
ونؤمن بمن ذكر على وجه الإجمال من أنه ما من موضع أربعة أصابع في السماء إلا وفيه ملك لله ساجد أو راكع.
ونؤمن بأنهم مخلوقون للعبادة، فالله جل وعلا خلقهم للعبادة كما قال سبحانه:{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}[الأنبياء:٢٠] هذا كله من جملة الإيمان بالملائكة.