العرش هو أول ما خلق الله جل وعلا؛ لأنه سابق على خلق السماوات والأرض، وسابق لكتب القلم الذي كتب الله جل وعلا به مقادير كل شيء، فقد دلت السنة على أن العرش سابق للتقدير، والتقدير إنما كان وقت خلق القلم، فإن أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فهو منذ خلقه ابتدأ الكتابة، والعرش سابق لذلك كما في حديث عمران بن حصين حيث ذكر خلق السماوات والأرض، وقال:(وكتب في الذكر كل شيء، ثم استوى على العرش) فدل قوله: استوى على العرش: أن العرش كان موجوداً قبل خلق السماوات والأرض، وقبل أن يكتب في الذكر كل شيء، وهذا هو الذي عليه جمهور أهل العلم.
وقد ذهب بعض أهل السنة والجماعة: إلى أن أول الخلق هو القلم، ولكن الصحيح هو ما عليه الأكثرون: من أن خلق العرش سابق على خلق القلم، والعرش أعظم المخلوقات، فأعظم خلق الله فيما نعلم العرش.