للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المراد من إيراد النفي في صفات الله]

المراد أن النفي قد يرد في صفات الله عز وجل، ويراد به نفي ما اعتقده الجاهلون في رب العالمين سبحانه وتعالى، وما وصفه به أهل الإلحاد والكفر وأهل الشرك، ونفي التنقص لرب العالمين.

والنفي يرد في صفات الله عز وجل ويقصد به نفي النقص فيها، والمراد به: إثبات كمال الصفة، مثال هذا ما ذكره الله جل وعلا في أعظم آية من كتابه سبحانه وتعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:٢٥٥] فأثبت الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الحياة والقيومية له سبحانه وتعالى، ثم نفى فقال: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} [البقرة:٢٥٥] والغرض من هذا النفي هو إثبات كمال الصفة، وأنه لا نقص فيها، فالذي لا تأخذه سنة ولا نوم إنما اتصف بهذا لكمال حياته وقيوميته جل وعلا.

فقول المؤلف رحمه الله: (ولا شيء مثله) من أي أنواع النفي؟ من النفي المجمل؛ لأنه نفي عام وليس نفياً لصفة خاصة، فنفى المثيل له سبحانه وتعالى في قوله: (ولا شيء يعجزه) ؛ إنما هو لإثبات كمال قدرته سبحانه وتعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>