يقول الله تعالى:{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف:١٥٨] ؛ فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم مرسل إلى جميع الناس فمن يبلغ هؤلاء الناس بدينه الذي بعثه الله به؟ وهل الأمة مسئولة عن إبلاغ دينه كل في ثغرٍ يدعو بما يعلم؟
الجواب
بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا إشكال أنها لجميع الناس، والواجب على جميع الأمة أن تبلغ دين الله عز وجل كل حسب طاقته وحسب استطاعته، كما قال الله تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[آل عمران:١٠٤] .
والصحيح أن كل من لم تبلغه الحجة ولم تبلغه رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كانت هذه حاله فإن الله يمتحنه يوم القيامة، مثلهم مثل المجانين والصغار الذين ماتوا من أطفال أهل الشرك، فهؤلاء يمتحنهم الله عز وجل؛ فإن أجابوا دخلوا الجنة، وإن امتنعوا دخلوا النار، واعلم أن الله حكم عدل لا يدخل النار إلا من استحقها:{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا}[يونس:٤٤] .