يقول رحمه الله في الرؤية التي يثبتها أهل السنة والجماعة:(بغير إحاطة ولا كيفية) بغير إحاطة لقوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}[الأنعام:١٠٣] فإن إثبات أهل السنة والجماعة لرؤية الرب سبحانه وتعالى لا إحاطة فيه؛ لأنه سبحانه وتعالى الكبير الواسع العظيم الذي جل عن أن يحيط به عباده، وعلا قدره عن أن تدركه أبصار خلقه.
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله تعالى:{لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}[الأنعام:١٠٣](لو أن الملائكة والأنس والجن والشياطين منذ خلق الله الخلق إلى آخر واحد منهم صفوا صفاً واحداً ونظروا إلى الرب لما أحاطوا به) ، فكيف يحيط به نظر واحد من خلقه؟ وهذا كله يدلك على أن معنى الآية نفي الإحاطة لا نفي الرؤية، فإن الآية ليس فيها أنه لا يُرى، بل فيها نفي إدراكه، وأنه لا تدركه الأبصار، ونفي الإدراك أمر زائد على نفي الرؤية، بل هو غير نفي الرؤية، فإن الإنسان ينظر إلى أشياء كثيرة لا يدركها إما لعظم خلقها أو لشدة فيها، فمثلاً: الشمس يراها كل أحد ممن له بصر ونظر، ولكن هل يدركها الناظر إليها؟
الجواب
لا.
وإذا أقبلت على مدينة من بُعد ورأيتها فهل تدركها؟ فإذا قلت: لا أدرك هذه المدينة لسعة أطرافها فهل هذا نفي لرويتها؟ الجواب: لا، فلا تلازم بين نفي الرؤية ونفي الإدراك، فإن نفي الإدراك هو نفي للإحاطة، وأما نفي الرؤية فإنه لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة، بل على العكس الأدلة في الكتاب والسنة دالة على ثبوت الرؤية لأهل الإيمان.