ثم قال رحمه الله:(والنبيين) أي: نؤمن بالنبيين من أُخبرنا بهم على وجه التعيين، ومن أخبرنا بهم على وجه الإجمال، فالنبيون منهم من عين، ومنهم من لم يُعين، فنؤمن بأن الله اصطفى من البشر أنبياء، واصطفى منهم رسلاً، وهؤلاء خصهم الله عز وجل بالوحي وبالفضائل، فنؤمن بمن عُين منهم، ونؤمن بمن لم يُعين منهم.
وذلك الكتب نؤمن بأن الله أنزل كتباً، وأنه ما أرسل رسولاً إلا وأرسل إليه كتاباً، وأن الكتب كلام الله جل وعلا، فكل كتاب أنزله الله على رسول فقد تكلم به حتى التوراة، فلا يمنع كون الله كتبها لموسى بيده أنه تكلم بها، بل تكلم بها سبحانه وبحمده.
قال رحمه الله:(والكتب المنزلة على المرسلين) أي: نؤمن بها جميعاً، وجعل الكتب منزلة على المرسلين؛ لأن الأصل في إنزال الكتب أنها إلى الرسل، وأما الأنبياء فإنهم يكونون تابعين لكتب الرسل الذين من قبلهم، ولا يخصون بكتب خاصة.
قال:(ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين) أي: على الحق الواضح البين الذي لا خفاء فيه ولا التباس، ولا شك في هذا.