ثم قال رحمه الله:(ونحب أهل العدل والأمانة، ونبغض أهل الجور والخيانة) المقصود بالمحبة هنا: المحبة العبادية، بمعنى أننا نتعبد لله جل وعلا بمحبة أهل العدل والأمانة، وأهل العدل هم: أهل الإسلام أهل السنة والجماعة الذين اجتمعوا على الحق، ويخرج بقوله:(أهل العدل) أهل البغي وأهل البدعة، أما أهل البغي فهم: الذين يخرجون على الحكام سواء كان خروجهم بمسوغ أو بغير مسوغ، فهؤلاء ليسوا أهل عدل.
وكذلك يخرج بقوله رحمه الله:(ونحب أهل العدل) أهل البدعة، فإن أهل البدعة ليسوا أهل عدل، ولو كانوا أهل عدل لما عدلوا بسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيئاً.
قال رحمه الله:(ونبغض أهل الجور والخيانة) أي: أهل الظلم، وقد يجتمع في الإنسان عدل وظلم، وهذا متصور وموجود، فالواجب في مثل هذا أن يحب لما معه من العدل والاستقامة والأمانة، وأن يبغض بما معه من الجور والخيانة، فيعامل الإنسان بما تقتضيه حاله من هذين الأمرين.