[مبحث في إطلاق:(سيد المرسلين) على النبي صلى الله عليه وسلم]
ثم قال رحمه الله في وصف النبي صلى الله عليه وسلم:[وسيد المرسلين] ولا إشكال في أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين، لكنه لم يرد -فيما أعلم- وصفه صلى الله عليه وسلم بذلك في السنة، وإنما الذي ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:(أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) فأخبر صلى الله عليه وسلم بأنه سيد ولد أدم يوم القيامة.
وورد ذلك مطلقاً حيث قال:(أنا سيد ولد آدم ولا فخر في الدنيا والآخرة) وإنما خص العلماء سيادة النبي صلى الله عليه وسلم للمرسلين لأن صفوة ولد آدم هم المرسلون، فإذا كان النبي صلى الله عليه سلم سيدهم فهو سيد ولد آدم جميعاً.
وعندي أن الأحسن أن يوصف صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما وصف به نفسه، فإن قول القائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم أكمل من كونه سيداً للمرسلين؛ لأنه أوسع معنىً وأوسع مدلولاً، فهو سيد ولد آدم المسلم والكافر، البر والفاجر، وهذا هو المعنى الذي يلمح من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(أنا سيد ولد أدم يوم القيامة) فإن تخصيص السيادة بيوم القيامة يظهر بها مكانه وفضله، حيث يتخلى الجميع ولا يجدون من يقوم بالشفاعة العظمى إلا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فينبغي أن يقتصر في الوصف على ما جاء عن النبي صلى عليه وسلم، فإنه مهما بالغ الإنسان في إيفاء النبي حقه فلن يبلغ ما جاءت به النصوص.