كلام الله جل وعلا ينقسم إلى قسمين: - كلام خلقي قدري كوني.
- وكلام شرعي ديني أمري.
والكلام الخلقي القدري الكوني: هو الذي يصدر عنه كل شيء في هذا الكون، ولا حَدَّ له ولا حصر، وهذا الكلام هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم في تعوذه:(أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجر) ، فإن كلمات الله التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر هي الكلمات الكونية؛ لأنه لا خروج لأحد عن قدر الله، وكل ما يقع في الكون من خير أو شر فهو بكلمات الله الكونية التي لا يتجاوزها ولا يخرج عنها بر ولا فاجر.
أما الكلام الشرعي الديني الأمري: فهو كلام الله عز وجل الذي كلم به رسله، وأنزل به كتبه كالتوراة والإنجيل والقرآن والزبور وغير ذلك من الكتب، وأشرفها القرآن ثم يليه التوراة، ولذلك تجد أن القرآن العظيم يذكر التوراة والقرآن كثيراً، فأشرف الكتب التي أنزلها الله وأشرف كلام الرب جل وعلا هو ما كان في القرآن العظيم وما كان في التوراة، وأشرف ذلك كله ما كان في القرآن:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا}[الزمر:٢٣] ، والآية تشير إلى ما أنزله الله عز جل على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا الكلام مما يتعبد به الله سبحانه وتعالى.
أما الكلام القدري الكوني فإنه لازم لكل أحد، ولا يتعبد لله جل وعلا به، يعني بالتزامه وفعله؛ لأنه لا خروج لأحد عليه.
وكلام الله الكوني يقال له أيضاً: الخلقي؛ لأنه الذي يحصل منه الخلق، ويوصف بهذا باعتبار أن الخلق صادر عنه، لا أنه مخلوق، فيسمى بالكلام الكوني القدري الخلقي، فهو مثل القضاء، والحكم، والإرادة الكونية فهي توصف بالخلقية لا لأنها مخلوقة ولكن لأنها تصدر عنها المخلوقات.
هذه مقدمة موجزة فيما يتعلق بصفة الكلام لله عز وجل، ويأتي إن شاء الله تعالى بقية البحث فيما يتعلق بالقرآن في الدرس القادم.