للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حقيقة الإيمان]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فقال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى: [والإيمان: هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان، وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق، والإيمان واحد، وأهله في أصله سواء، والتفاضل بينهم، بالخشية والتقى، ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى.

والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن] .

يقول المؤلف رحمه الله وغفر له: (والإيمان: هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان) ، هكذا عرف المؤلف رحمه الله الإيمان، والمؤلف أبو جعفر الطحاوي رحمه الله ذكر في أول عقيدته أنه نسج هذه العقيدة وألفها وفق ما يعتقده فقهاء الملة، الإمام أبو حنيفة وصاحباه أبو يوسف ومحمد بن الحسن، والمشهور عن أبي حنيفة رحمه الله: أنه خالف ما عليه أهل السنة والجماعة في تعريف الإيمان، وفي بيان حقيقته.

وهذه المسألة الوحيدة التي تعد من الأصول وقع فيها الخلاف بين أئمة أهل السنة والجماعة، على أن العلماء مختلفون في حقيقة هذا الخلاف، هل هو خلاف حقيقي يترتب عليه أحكام أم أنه خلاف لفظي لا يترتب عليه شيء؟ فمن العلماء من جعل الخلاف بين أبي حنيفة ومن سلك سبيله من مرجئة الفقهاء -هكذا يسميهم العلماء- وبين ما عليه أهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان خلافاً لفظياً لا يترتب عليه أثر في الاعتقاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>