بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:[والعرش والكرسي حق، وهو مستغنٍ عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه.
ونقول: إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلم الله موسى تكليماً، إيماناً وتصديقاً وتسليماً.
ونؤمن بالملائكة والنبيين، والكتب المنزلة على المرسلين] .
قال المؤلف رحمه الله:(والعرش والكرسي حق) كما جاء بذلك الكتاب والسنة، والعرش والكرسي: خلقان عظيمان من خلق الله جل وعلا، أما العرش فهو: سرير الملك، هذا هو معنى العرش في لغة العرب، وهو من أعظم خلق الله جل وعلا، اصطفاه الله سبحانه وتعالى وخصه دون سائر الخلق بأن أضاف إليه الاستواء، فقال الله جل وعلا:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:٥] في عدة مواضع من الكتاب الحكيم، ووصف العرش بأنه عظيم، ووصفه بأنه مجيد، ففي قراءة:(ذو العرش المجيدِ) وصف للعرش، والقراءة الثانية:{ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}[البروج:١٥] وصف للرب جل وعلا.
فالله سبحانه وتعالى عظم شأن هذا العرش، وخصه بما خصه به من أنه استوى عليه جل وعلا استواءً يليق بذاته من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل.