[اعتقاد البقاء الدائم لله تعالى واختصاصه بهذه الصفة]
ثم قال رحمه الله:[لا يفنى ولا يبيد] .
الفناء: هو الهلاك.
والبيد: هو الانقطاع والانتهاء.
وهو قريب من معنى الفناء، فنفى المؤلف رحمه الله عن الله جل وعلا هذين الوصفين، ونفي هذين الوصفين دل عليه قول الله جل وعلا:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}[الفرقان:٥٨] فأثبت لنفسه سبحانه وتعالى الحياة، وهي البقاء الدائم، ثم قال:(الذي لا يموت) وهذه الصفة اختص الله جل وعلا بها دون غيره، فإن حياته حياة كاملة لا تنقضي ولا تنقطع، وأما ما عداه فإنه يهلك:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}[القصص:٨٨] وقد قال الله جل وعلا فيمن هم على الأرض: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}[الرحمن:٢٦-٢٧] فبقاء الله جل وعلا دائم بلا انتهاء، فقوله:(لا يفنى ولا يبيد) تأكيد لمعنى قوله (دائم بلا انتهاء) ، ويدل عليه قوله تعالى:{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة:٢٥٥] .
ويدل عليه أيضاً التأكيد لهذين الوصفين في قوله تعالى:{لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ}[البقرة:٢٥٥] .