[إثبات الاجتباء والارتضاء للنبي صلى الله عليه وسلم والتفريق بين المعنيين]
قال رحمه الله:[ونبيه المجتبى] المجتبى: من الاجتباء، والاجتباء معناه مطابق للاصطفاء، فالاجتباء والاصطفاء معناهما واحد.
قال رحمه الله:[ورسوله المرتضى] والمؤلف رحمه الله تدرج في أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم تدرجاً مرتباً، فبدأ بالعبودية، ثم انتقل إلى النبوة، ثم انتقل إلى الرسالة، والعبودية ليست خاصة به صلى الله عليه وسلم، بل هي له ولغيره، والنبوة له ولكثير من الناس، وأخص وأرفع هذه الدرجات درجة الرسالة، فهي له صلى الله عليه وسلم ولخاصة خلق الله عز وجل من البشر.
(ورسوله المرتضى) المرتضى: مأخوذ من الارتضاء، والارتضاء مأخوذ من الرضا، والرضا: هو معنىً يثبت به للمرضي الخير الكثير، والمرتضى هو الذي يكون ممتثلاً للأمر منتهياً عن النهي مسارعاً إلى الخير، والنبي صلى الله عليه وسلم مرضي من رب العالمين، ولذلك خصه سبحانه وتعالى بما لم يخص به غيره.
وعلى كل حال الرضا فيه معنىً زائد على الاصطفاء والاجتباء؛ لأنه اصطفاء واجتباء وزيادة، فقول بعض الشراح: إن الاصطفاء والاجتباء والارتضاء متقاربة في المعنى فيه نوع نظر، بل الارتضاء فيه زيادة عن معنى الاصطفاء والاجتباء؛ لأنه اصطفاء واجتباء وزيادة.