للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الميزان]

ثم قال: (والميزان) أي: ونؤمن بالميزان، والميزان اختلف العلماء رحمهم الله هل هو واحد أو متعدد؟ وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الميزان ميزان حقيقي له كفتان يزن الله به الأعمال، ودلت الأدلة أنه توزن السجلات، وأنه يوزن العمال، فالوزن ورد أنه للعمل وهذا هو الأصل، وورد أنه للسجلات الحاوية للأعمال، وورد أنه للعاملين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود لما ضحك الصحابة من دقة ساقيه: (إنهما أثقل في الميزان من جبل أحد) ، وهذا الثقل ثقل الأعمال، وأما الكفار فقال الله جل وعلا عنهم: {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف:١٠٥] ، فيأتي الرجل العظيم من أهل الكفر لا يزن عند الله شيئاً؛ لأن الوزن في حقيقته للعمل، وقد أنكر الميزان المعتزلة وأشباههم حيث قالوا: الميزان كناية عن العدل، فالمراد بالميزان عندهم في قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء:٤٧] ، العدل، وهم في هذا كاذبون محرفون للقرآن.

والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>