ثم بعد ذلك انتقل المؤلف رحمه الله إلى تقرير الأصل الثاني الذي لا يصح الإيمان والإسلام إلا به، وهو شهادة أن محمداً رسول الله فقال:[وأن محمداً عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى] هكذا عندي في هذه النسخة بفتح همز إن، والصحيح الكسر؛ لأنه معطوف على قوله:(نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله إن الله واحد لا شريك له وإن محمداً عبده المصطفى ونبيه المجتبى) ومعلوم أن همز إن يكسر بعد القول وما في معناه: قال رحمه الله: (وإن محمداً) محمد المذكور في هذه الجملة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، وهو خاتم النبيين صلى الله عليهم وسلم، وسيأتي تفصيل ما يجب اعتقاده في النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
المهم أن محمداً هو نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد أتى به بعد ذكر ما يتعلق بالله؛ لأن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم هو ثاني ما يطلب من المكلف، فإن المكلف مطالب بعبادة الله وحده، ومطالب بالإقرار برسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الأصل الثاني من الأصول التي يطلب من المكلفين الإقرار بها، فأولها: الإيمان بالله وثانيها: الإيمان برسله، فالإيمان بالرسل من أصول الإيمان التي لا يقر الإيمان ولا يستقيم إلا بها.