للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إثبات أن الرسول صلى الله عليه وسلم إمام الأتقياء]

قال رحمه الله: [وإمام الأتقياء] لا ريب أن النبي صلى الله عليه وسلم إمام الأتقياء، والإمام هو: المقدم، ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والله! إني لاتقاكم لله وأخشاكم له) فاقسم النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتقى الأمة للرب جل وعلا، فإمام الأتقياء هو رسول الله صلى الله وعليه وسلم؛ لأنه مقدمهم، ولأنه محل الأسوة لهم، فبه يتأسون وبه يقتدون، وعن فعله يسيرون صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} [الأحزاب:٢١] وقال الله جل وعلا: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:٣١] فجعله الله إماماً لهم في العمل وفي الأسوة، فهو إمام الأتقياء صلى الله عليه وسلم.

إذاً: قول المؤلف رحمه الله: (وإمام الأتقياء) يشمل معنيين: الأول: الإمامة، بمعنى: التقدم، ودليل ذلك قسم النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره بأنه أتقى الأمة.

الثاني: والإمام، بمعنى محل القدوة والأسوة والاهتداء بهديه، وهذا أدلته كثيرة في الكتاب والسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>