للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابن اللبون إذا ما لزّ في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس

ثم قال: إنما أنا ابن لبون إلى مالك.

قال: ودخل إلى يحيى بن خالد [١] رجل فقال يحيى للرجل: أنت أقل من الوفاء فقال الرجل: أنا أكثر من الطمع.

[[علل البرامكة]]

قال: كان الفضل بن يحيى [٢] بن خالد بن برمك منتن الطّفّة [٣] ، فكان إذا جامع المرأة وجدت في البيت رائحة كرائحة البيت المصلّ [٤] ، فجهد يحيى بسلطانه وتطببه إن يزيل تلك الرائحة، فلم يقدر على ذلك، وأصاب ابنه جعفرا. [٥] برص في مراقه [٦] ، تحت سرّته وفي شفتيه السفلى من داخل، فعالجه أبوه بضروب العلاج، فذهب الذي في شفته، وبقي الذي في بطنه،


- ابن اللبون: من لا يعرف أباه، البزل: الإبل الشديدة. القناعيس: الشديدة المنع.
لزّ: ضيّق عليه.
[١] يحيى بن خالد البرمكي: معلم الرشيد ومربيه وصاحب خاتمه بعد الخلافة، وهو والد جعفر والفضل، توفي سنة ١٩٠ هـ.
(وفيات الأعيان ٢/٢٤٣، معجم الأدباء ٧/٢٧٢، البداية والنهاية ١٠/٢٠٤، تاريخ بغداد ١٤/١٢٨) .
[٢] الفضل بن يحيى البرمكي: وزير الرشيد وأخوه في الرضاع، كان من أجود الناس، استوزره الرشيد، ثم ولاه خراسان فحسنت سيرته، سجنه الرشيد مع أبيه واستصفى أموالهما في النكبة، توفي سنة ١٩٣ هـ.
(وفيات الأعيان ١/٤٠٨، تاريخ بغداد ١٢/٣٣٤، ابن الأثير ٦/٦٩) .
[٣] الطفة: كذا بالأصل، ولعلها: الطفطفة وهي الخاصرة أو أطراف الجنب المتصلة بالأضلاع، أو كل لحم مضطرب، أو الرخص من مراق البطن، الجمع طفاطف.
(القاموس المحيط: طفف) .
[٤] المصل: الذي يسيل من جسمه سائل، مصل الجرح: سال منه شيء يسير.
[٥] جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي: وزير الرشيد، وكان يدعوه أخي، فانقادت له الدولة، إلى أن نقم الرشيد على البرامكة فقتله سنة ١٨٧ هـ.
(الطبري حوادث سنة ١٨٧ هـ، البيان والتبيين ١/٥٨، تاريخ بغداد ٧/١٥٢) .
[٦] مراق البطن: ما رق منه ولان في أسافله ونحوها.

<<  <   >  >>