للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسايرناها حتى أسندنا في الجبل من قبل زرود [١] ، قالت: أبا صخر، أضمن لك مائة ألف درهم عند بشر بن مروان إن قدمت عليه، قال: أفي سبيل [٢] تضمنين لي؟ لا والله، ولا خراج العراق على هذه الحال. فلما قامت تودعه سفرت، فاذا أحسن من رأيت من أهل الدنيا، وأمرت له بعشرة ألف درهم، فيعدّ شرّ ما أخذها، وأمرت له بخمسة ألف درهم، فلما ولّوا قال: يا سائب، أين نعنّي أنفسنا؟ [١٠٨ ظ] إلى عكرمة انطلق بنا، نأكل هذه حتى يأتينا الموت، فذلك قوله: [٣] [الوافر]

شجا أظعان غاضرة الغوادي ... بغير مشورة عرضا فؤادي

[[رؤيا أبي الوزير المغربي]]

وجدت بخط أبي القاسم الحسين [٤] رضي الله عنه وكتبه لي بخطّه، قال: وكتبه لي بخطه، قال: كنت آوي في منامي إلى مجلس والدي رضي الله عنه، فأنبهني ذات ليلة، ونحن بمصر سنة خمس وأربعين وثلاث مائة، فقال:

اكتب رؤيا رأيتها في هذه الساعة. فكتبت:

(رأيت في المنام كأنّني جالس إذ دخل بعض غلماني، فاستأذن لأبي الحسن سهل بن عبد السلام، وهذا رجل من وجوه متكلمي الشيعة، لم يشاهد قطّ مثله، وقد كنّا سمعنا خبره، ولم نشاهده، قال: فلما دخل سلّمت عليه، وتحفّيت به، ثم قلت له: ما الدليل على أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله


[١] زرود: رمال ما بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة، وزرود دون الخزيمية بميل، وفي زرود بركة وقصر وحوض، قالوا: أول الرمال الشيحة ثم رمل الشقيق وهي خمسة أجبل: جبل زرود، وجبل الغرّ ومربخ، وهو أشدها، وجبل الطريدة، وهو أهونها، حتى تبلغجبال الحجاز. (ياقوت: زرود)
[٢] في حاشية الأصل وبخط مختلف: (قال في الحاشية، قوله: في سبيل، أي طريق، وأنا أقول إنه تصحيف، وإنما هو في سبيّك، أي في أن سببتك، والدليل عليه من أخذ صلتها إلا بعد جهد، وفي الأول كأنه كذّب وعدها ولم يثق بضمانها لأجل ما أسلف إليها) .
[٣] البيت مطلع قصيدة في ديوان كثير عزة ص ٨٩.
[٤] هو الحسين بن علي الوزير المغربي، تقدمت ترجمته.

<<  <   >  >>