للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويذكر حسن صنيعته إلى أهل العراق، وسوء صنيعهم إليه، حتى إنّه ليخيّل للسامع أنّه صادق مظلوم.

[[زياد بن أبيه والزيرقان]]

عبد الله بن سلم قال: دخل الزبرقان بن بدر [١] على زياد وقد كفّ بصره، فسلّم تسليما جافيا، فأدناه زياد وأجلسه معه وقال: يا أبا عيّاش، القوم يضحكون من جفائك، قال: وإن ضحكوا، فوالله إن منهم رجل إلا يودّ أني أبوه دون أبيه لغيّة أو رشدة.

[[من أقوال الحكماء]]

وكان يقال: صاحب السوء قطعة من النار.

قال: وكان يقال: عذابان لا يكترث بهما الداخل فيهما؛ السفر الطويل، والبناء الكثير.

وقال سهل بن هارون [٢] : ثلاثة يعودون إلى [١٤٨ و] أجنّ المجانين،


- كسب هو يكتب المصاحف بالأجرة، توفي بالبصرة سنة ١٣١ هـ. (وفيات الأعيان ١/٤٤٠، تهذيب التهذيب ١٠/١٤- ١٥، حلية الأولياء ٢/٣٥٧)
[١] الزبرقان بن بدر التميمي السعدي: صحابي من رؤساء قومه، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم صدقات قومه، فثبت ولم يرتد، كان فصيحا شاعرا فيه جفاء الأعراب، توفي نحو سنة ٤٥ هـ.
(جمهرة الأنساب ص ٢٠٨، الإصابة ١/٥٤٣، خزانة الأدب ١/٥٣١، عيون الأخبار ١/٢٢٦، طبقات الشعراء ص ٤٧)
[٢] سهل بن هارون بن راهبون: كاتب بليغ حكيم من واضعي القصص، فارسي الأصل، اتصل بالرشيد وارتفعت مكانته عنده، ثم خدم المأمون فولاه رئاسة (خزانة الحكمة) ببغداد، كان شعوبيا يتعصب للعجم على العرب، وكان من الخطباء الشعراء، له مصنفات منها: (كتاب ثعلة وعفرة) ، و (تدبير الملك والسياسة) ، وكتاب (المسائل) ، و (النمر والثعلب) ، وغيرها، توفي سنة ٢١٥ هـ. (البيان والتبيين ١/٣٠، ٥٠، معجم الأدباء ٤/٢٥٨، فوات الوفيات ١/١٨١، العقد الفريد ٦/٢٠٠، أمراء البيان ١/١٥٩- ١٩٠)

<<  <   >  >>