للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبا [١] وهم رهط طلحة بن البراء الأنصاري، ونزل غصينة وهم بنو سواد رهط المجذّر بن ذياد المدينة، ونزل أبو عبيد رهط أبي بردة بن نيار المدينة أيضا، ونزلت قبائل من بني شغبا وبدا، ثم ألجأت قوما من بلي حروب بينهم إلى تيماء [٢] فأبى آلها أن يدخلوهم إلا بعد أن يتهوّدوا ففعلوا، وخرج قوم منهم بعد ذلك إلى يهود المدينة، فكانوا معهم حتى أظهر الله الإسلام، فيقال إن منهم عويم بن ساعدة، وسواد بن غزيّة، وكعب بن عجرة، وكان بها موضع يقال له الجوانيّة [٣] ، به قوم من يهود لهم أطم [٤] يقال له صرار.

[[الفطيون ملك اليهود]]

وإنّما نزل الأوس والخزرج المدينة عند قصة سيل العرم، فكانت تدين لملك يهود، في عيش ضيّق وجهد شديد، وكان ملك يهود هناك الفطيون [٥] ،


- المدينة يريد مكة، فنزل السقيا وقد عطش، فأصابها بها فسماها السقيا. (ياقوت:
الجزل، السقيا) .
[١] قبا: قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة بها أثر بنيان كثير، وهناك مسجد التقوى، عامر قدامه رصيف وفضاء حسن، وآبار ومياه عذبة، وبها مسجد الضرار. (ياقوت: قبا)
[٢] تيماء: بليد في أطراف الشام، بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام ودمشق، والأبلق الفرد حصن السموأل بن عادياء اليهودي مشرف عليها، فلذلك كان يقال لها تيماء اليهودي. (ياقوت: تيماء)
[٣] الجوانية: موضع أو قرية قرب المدينة. (ياقوت: الجوانية)
[٤] الأطم: الحصن، والبيت المرتفع.
[٥] الفطيون: كان ملكا على بني إسرائيل في المدينة، وهو من بني إسرائيل، ثم من بني ثعلبة، وكان رجل سوء فاجرا، وكانت اليهود تدين له بأن لا تزوج امرأة منهم إلا دخلت عليه قبل زوجها، وقيل: إنه كان يفعل ذلك بالأوس والخزرج أيضا، ثم إن أختا لمالك بن العجلان السالمي الخزرجي تزوجت، فلما كان زفافها خرجت عن مجلس قومها، وفيه أخوها مالك، وقد كشفت عن ساقيها، فقال لها مالك: لقد جئت بسوء، قالت: الذي يراد بي الليلة أشد من هذا، أدخل على غير زوجي....
فلما ذهب بها النساء إلى الفطيون، انطلق مالك معهن في زي امرأة، ومعه سيفه،-

<<  <   >  >>