للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هما فأل الزمان بهلك يحيى ... إذ افتتح القضاء بأعورين [١٢٨ ظ]

قال الوزير موقعا على خطه بخطه: أظنّ هذا غلطا، وهو كما قال، لأن سوار بن عبد الله كان قاضيا من قبل المنصور [١] ، وله حديث مع السيد الحميري، وهجاء السيد فيه، نحن نذكره في غير هذا الموضع، فزمان يحيى بن أكثم يتأخر عنه، وإنما علّقت الأبيات لأكشف عنها.

قال المتنبي: [٢] [الوافر]

فيا ابن كروّس يا نصف أعمى ... وإن تفخر فيا نصف البصير

قال الوزير: كأنه ملحوظ به قول أبي علي البصير: [السريع]

يا معشر البصراء لا تتطرّفوا ... جندي ولا تتعرّضوا لنكيري

ردّوا إليّ الحارثيّ فانّه ... أعمى يدلّس نفسه في العور

وأنا أقول: إنه بالبيت المتقدم أولى، وهو: [الوافر]

هما اقتسما العمى نصفا ونصفا ... كما اقتسما قضاء الجانبين

وفي بيت المتنبي زيادة، وهو نصف البصير، يقوم بقوله:

كما اقتسما قضاء الجانبين فالبيتان في أقسام التساوي والتكافي.

[[عمرو بن أحمر]]

عمرو بن أحمر الباهلي [٣] ، قال ابن داود: في المعمرين، أسلم وغزا


[١] في حاشية الأصل: (ذكر هذا الخبر الطبري بتاريخه، والأبيات للجماز، وهو صحيح، والله أعلم) . قلت: الخبر والشعر في الطبري ٩/١٨٩ كما تقدم.
[٢] ديوان المتنبي شرح العكبري ٢/١٤٤.
[٣] عمرو بن أحمر بن العمرّد بن عامر الباهلي: شاعر مخضرم عاش نحو تسعين عاما، كان من شعراء الجاهلية، وأسلم وغزا مغازي في الروم وأصيبت إحدى عينيه، ونزل بالشام مع خيل خالد بن الوليد حين وجهه إليها أبو بكر، ثم سكن الجزيرة وأدرك أيام عبد الملك بن مروان، له مدائح في عمر وعثمان وعلي وخالد، وهجا يزيد بن معاوية، فطلبه يزيد ففر، عده ابن سلام في الطبقة الثالثة من الإسلاميين، كان يكثر من الغريب في شعره، توفي سنة ٦٥ هـ.-

<<  <   >  >>