للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال إنه لحن فقال (سبعة) ولم يقل (سبع) عامدا [١] ، لئلا يظنّ أنّ الشعر له.

فشركت في العباس كلّ خليفة ... ثم انفردت بسؤدد ومكارم

جدّي عليّ والنبيّ وبيته ... لا من مهجّنة ولا من خادم [٢]

لو قيل للمهديّ من لخلافة ... من بعد فقدك يا بن خير العالم

لحكى حكاية عالم بمقالة ... إنّ الخليفة جعفر بن القاسم

فبلغت هذه الأبيات الواثق، فحمّ من وقته غيظا وعزله، وكتب إلى أحمد بن رياح وهو يلي القضاء على البصرة أن يقيم جعفر بن القاسم للناس، وينادى عليه، وينصف منه ففعل، وكانت له شؤون طالت، وأجابه الواثق عن شعره فقال: [الكامل]

أنت الوضيع بنفسه لا بيته ... ما أنت من أعلى العيوب بسالم

ولكلّ بيت دقّة وقمامة ... تلقى وأنت قمامة من هاشم

[[عين الواثق ولسان مروان بن محمد]]

ولعين الواثق حديث عجيب، وإن لم يكن من العور في شىء، قالوا:

إنّ أيتاخ [٣] دخل على الواثق ليعرف هل مات أو لا، وهو في كرب العلّة، فدنا منه، فنظر إليه الواثق بمؤخر عينه، ففزع إيتاخ، ورجع القهقرى، فوقع سيفه ما بين البابين فاندق وسقط على قفاه هيبة منه للحظه الواثق، فلم تتمّ


[١] قلت: لو قال (سبع) لاختل الوزن، فالضرورة ألزمته أن يلحن وهي ضرورة جائزة.
[٢] في هامش الأصل: (صلى الله عليهم أجمعين) .
[٣] إيتاخ: كان إيتاخ غلاما خزريا لسلام الأبرش طباخا، فاشتراه منه المعتصم في سنة تسع وتسعين ومائة، وكان لإيتاخ بأس وقوة، فرفعه المعتصم ومن بعده الواثق، حتى ضم إليه من أعمال السلطان أعمالا كثيرة، وولاه المعتصم معونة سامراء مع إسحاق بن إبراهيم، وكان من أراد المعتصم أو الواثق قتله، فعند إيتاخ يقتل وبيده يحبس، منهم محمد بن عبد الملك الزيات، فلما ولي المتوكل كان إيتاخ في مرتبته، إليه الجيش والمغاربة والأتراك والموالي، والبريد والحجابة ودار الخلافة.
(الطبري ٩/١٦٦- ١٦٧ حوادث سنة ٢٣٤ هـ)

<<  <   >  >>