للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ساعة حتى مات [١] ، فعزل في بيت ليغسل فجاء جرذ فأكل عينه التي نظربها إلى إيتاخ، فكثر تعجّب من عاين ذلك، وإنها لعبرة على الحقيقة.

وتشبه هذه الحكاية ما يحكى من أنّ رأس مروان بن محمد [٢] لما جاءوا به إلى عبد الله بن علي [٣] ، نظر إليه، وعزل فجاءت هرة فاقتلعت لسانه، وجعلت تمضغه، فقال عبد الله بن علي: لو لم يرنا الدهر من العبرة إلا أن لسان مروان مذ ساعة ينفذ أمرا ونهيا، وهو الآن في فم هرة تمضغه، لكان ذلك كافيا.

[[العودة إلى ذكر العور]]

ومن العور الشعراء أبو الحسن علي بن منصور [٤] الديلمي الشاعر، وكان أبوه من جند سيف الدولة رضي الله عنه، وأسر فحمل في الإسار مع أبي


[١] أي مات الواثق.
[٢] مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي: آخر خلفاء بني أمية في الشام، عرف بقوته وغزواته، و؟؟ لاه هشام بن عبد الملك على أذربيجان وأرمينية والجزيرة، وبويع بالخلافة بعد مقتل الوليد بن يزيد، وفي أيامه قويت الدعوة العباسية، فتصدى لحرب جيوش العباسيين، حتى قتل في بوصير من أعمال مصر، وحمل رأسه إلى السفاح، كان مروان حازما شجاعا، ولقّب ب (الحمار) لجرأته في الحروب، قتل سنة ١٣٢ هـ.
(الطبري وابن الأثير حوادث سنة ١٣٢ هـ، تاريخ ابن خلدون ٣/١١٢، مروج الذهب ٢٣/١٥٥)
[٣] عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي: عم الخليفة أبي جعفر المنصور، وهو الذي هزم مروان بن محمد بالزاب، وتبعه إلى دمشق، ومهد دمشق لدخول السفاح، وظل أميرا على بلاد الشام مدة خلافة السفاح، فلما ولي المنصور خرج عبد الله عليه ودعا إلى نفسه، فانتدب المنصور أبا مسلم الخراساني لا خضاعه، فانهزم عبد الله ثم حبسه المنصور في بيت ببغداد، فسقط عليه البيت، وقتل سنة ١٤٧ هـ.
(ابن الأثير ٥/٢١٥، الطبري ٩/٢٦٤، تاريخ بغداد ١٠/٨، النجوم الزاهرة ٢/٧)
[٤] علي بن منصور الديلمي: كان أبوه من جند سيف الدولة بن حمدان، وكان شاعرا مجيدا خليعا، وكان أعور، وله في عوره أشياء مليحة. (الوافي بالوفيات ٢٢/٢٤٢ تحقيق رمزي بعلبكي، ط- فيسبادن ١٩٨٣، دمية القصر ٢٤٣١، وفيات الأعيان ٣/٢٤٧ في ترجمة ابن جني) المجموع اللفيف* ١١

<<  <   >  >>