للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بذلك. فلما أرادوا هدمه لم يخرج حسن رضوان الله عليه حتى تناوله الشّرط بالسياط، وصاح النساء فخرج، فانتقلت فاطمة بنت الحسين صلى الله عليه إلى موضع دارها بالحرّة وهي براح [١] فابتنتها، وقالت: ما بدّ لي من بئر، فصلّت في موضع البئر منها ودعت، ثم أخذت المسحاة فاحتفرت بيدها، ثم أمرت العمّال فعملوا، فما لقيت حصاة حتى أماهت [٢] .

وهدمت حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وأدخلت في البناء، قال: فما رأيت يوما كان أكثر باكيا من ذلك اليوم [٣] . قال رسول الله صلى الله عليه: (يا أمّ سلمة، شرّ ما ذهبت فيه أموال الناس البنيان) [٤] .

[[في لزوم جماعة المسلمين]]

علي بن عيسى بن الجراح الوزير، حدثنا أبو جعفر أحمد بن بديل [١٣٧ ظ] ابن قريش اليامي [٥] الكوفي بسر من رأى، في جمادى الآخر [ة] سنة أربع وخمسين ومائتين، قال: حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، عن أبيه، يبلغ به إلى أبي ذر رحمه الله، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


[١] البراح: المتسع من الأرض لا زرع فيه ولا شجر.
[٢] أماهت: كثر ماؤها.
[٣] في طبقات ابن سعد عن معاذ بن محمد الأنصاري: سمعت عطاء الخراساني في مجلس فيه عمر بن أبي أنس يقول وهو فيما بين القبر والمنبر: أدركت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جريد النخل، على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ بإدخال حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أكثر باكيا من ذلك اليوم. (طبقات ابن سعد ١/٣٨٧)
[٤] طبقات ابن سعد ١/٣٨٧، كنز العمال ٤١٥٢١.
[٥] في الأصل: (الأيامي) ، وهو اليامي أحمد بن بديل، قاضي الكوفة، عالم دين فاضل معمر، توفي سنة ٢٥٨ هـ.
(سير أعلام النبلاء ١٢/٣٣١، الإعلام بوفيات الأعلام ص ١١٥)

<<  <   >  >>