كتاب المجموع اللفيف

الفصل الأول من المجموع اللفيف - [ما قيل في العمى] - ص: 314

أصبح اليوم ابن هند آمنا ... ظاهر النخوة إذ مات الحسن

رحمة الله عليه إنّه ... طال ما أشجى ابن هند وأرن [١]

فارتعى اليوم ابن هند آمنا ... إنّما يقمص بالعير السّمن [٢]

واستراح اليوم منه إنّه ... بعده رهن لأحداث الزّمن

فاتّق الله وأحدث توبة ... إنّ ما كان كشيء لم يكن

وهذا شعر مطبوع.

[[ما قيل في العمى]]

قال الوزير: وأخبرني علي بن إبراهيم بن أبي شيخ الفتوى، عن عبد الله بن الزبير المعتز، عن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، عن عمرو [١١٧ ظ] بن أبي عمرو الشيباني، عن أبيه قال: حدّثت أنّ عبد الله بن عباس [٣] لما كفّ بصره قال: [البسيط]

ما زال عمري على الأيام منتقصا ... حتى فنيت وحبل الدهر ممدود

أقدّم العود قدّ امي وأتبعه ... وكنت أمشي وما يمشي بي العود

ولما وقع في عين عبد الله الماء، أراد أن يتعالج منه، فقيل له: إنك تبقى كذا وكذا يوما مضطجعا لا تصلّي، فكره ذلك.

[[ما قيل في العصا]]

ومن مليح ما قيل في العصا، ما أنشدنيه أبي، قال: أنشدني أبو الحسن علي بن مهذّب التنوخي، من أهل معرّة النعمان، للحسن بن المصباح أبي حازم المشعوف، وهو شاعر معروف كان في تلك البلاد: [مجزوء الخفيف]

قل لماشي على العصا ... حين أمسى وأصبحا

---

[١] في الأصل: (وأزن) بالزاي ولا معنى لها، والصواب: (وأرن) بالراء المهملة، أرن:
أي نشط.
[٢] العير: حمار الوحش. قمصت الدابة: عدت في مرح ونشاط وضربت برجليها.
[٣] عبد الله بن عباس حبر الأمة المتوفى سنة ٦٨ هـ، سبقت ترجمته.