للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[من الأجوبة المسكتة]]

قال أبو هفّان: رأيت مروان بن أبي الجنوب [١] وهو يقول للحسن بن شهريار الكاتب: بلغني أنك تنيك غلامك هذا بالليل، فقال له الحسن: وأنا بلغني أن غلامك هذا ينيكك بالنهار، فأسكته

[[أجساد الصالحين]]

في كتاب الموفق بالله إلى أهل الأمصار بخبر تل بني شقيق، كتبه الأصبهاني الكاتب: «الحمد لله مقيم أعلام الحجّة، مبين آثار القدرة، محدث بدائع الصنعة، قاهر الأمور بالعز [٤٦ ظ] والغلبة، مالك تقلبها وتدبيرها بالحكمة، محيي النفوس بعد إماتتها، وممضي الأمور في حالتي ابتدائها وإعادتها، إن الخبر ورد علينا، وكتب عمالنا، وصاحب بريدنا بكور كسكر [٢] أنّ تلا يعرف بتل بني شقيق، انفرج عن سبع حفر، فيها أبدان ناس وجدت غضّة طريّة كأبدان الأحياء، عليها أكفان بيض جدد لينة، لها أهداب وروائحها كروائح المسك، والسبعة أبدان على هيئة واحدة، ومنهم شاب شعراني رأي رجل من أهل الناحية في منامه يقول له: قل لهذا العامل: أنا ابن خالد بن الوليد، فليكشف عني لينظر الناس من أمري إلى عجب، فصار إلى العامل فأخبره، فأمر بكشف وجهه وبدنه للناس، فوجدت جبهته صحيحة، وكذلك أذناه، ومسّ خداه فإذا هما ألين من خدود الأحياء، وأكثر لحما، ووجد أنفه صحيحا، وكذلك منخراه وشفتاه وذقنه وحنكه، وهو أسمر اللون كأنه في هيئة


[١] مروان بن أبي الجنوب: وأبو الجنوب كنية أبيه يحيى بن مروان، وال من الشعراء، اتصل بالمتوكل، وقلده اليمامة والبحرين وطريق مكة، توفي سنة ٢٤٠ هـ. (معجم الشعراء ص ٣٩٩، وفيات الأعيان ٢/٩٠- ٩١) .
[٢] كسكر: كورة واسعة ينسب إليها الفراريج الكسكرية لأنها تكثر بها جدا، وقصبتها اليوم واسط، القصبة التي بين الكوفة والبصرة، وكانت قصبتها قبل أن يمصر الحجاج واسطا خسرو سابور.
(ياقوت: كسكر) .

<<  <   >  >>