للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا إنّ فقد العلم في فقد مالك ... فلا زال فينا صالح الحال مالك

يقيم سبيل الحقّ والحقّ واضح ... ويهدي كما تهدي النجوم الشوابك

عشونا إليه نبتغي ضوء رأيه ... وقد لزم الغيّ اللجوج المماحك

فجاء برأي مثله يقتدى به ... كنظم جمان فضّلته السبائك

[[معاوية وغلام من نزار]]

روى صعصعة بن صوحان [١] : أنه دخل على معاوية غلام، فلم يسلّم عليه بالخلافة، فقال: ممن أنت؟ قال: من نزار، قال: وما نزار؟ قال: إذا غزا احتوش [٢] ، وإذا انصرف انكمش، وإذا لقي افترس قال: من أي ولده أنت؟ قال: من ربيعة، قال: وما ربيعة؟ قال: كان يغزو بالخيل، ويجود بالنيل، ويغير بالليل، قال: من أي ولده أنت؟ قال: من أسد، قال: وما أسد؟ قال: كان إذا طلب أفضى، وإذا أدرك أرضى، وإذا أصاب أنضى، قال: فمن أي ولده أنت؟ قال: من دعمي، قال: وما دعمى؟ قال: كان يطيل النّجاد، ويجيد الجلاد، قال: فمن أي ولده أنت؟ قال: من أفصى، قال: وما أفصى؟ قال: كان يباشر القتال، ويعانق الأبطال، ويبذر الأموال، قال: فمن أي ولده أنت؟ قال: من عجل، قال: وما عجل؟ قال: أسود ضراغمة، قروم


- وسمع منه، له من الكتب: (الموطأ) ، ورسالة في (الوعظ) ، وكتاب في (المسائل) ، وكتاب في (تفسير غريب القرآن) ، وغيرها، كتب عنه القدماء والمحدثون، توفي سنة ١٧٩ هـ.
(تهذيب التهذيب ١٠/٥، صفة الصفوة ٢/٩٩، حلية الأولياء ٦/٣١٦، اللباب ٣/٨٦، وفيات الأعيان ١/٤٣٩) .
[١] صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث العبدي: من سادات عبد القيس من أهل الكوفة، كان خطيبا بليغا عاقلا، شهد صفين مع علي بن أبي طالب، وله مع معاوية مواقف، قال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب، نفاه المغيرة بن شعبة بأمر معاوية إلى جزيرة (أوال) بالبحرين، فتوفي فيها سنة ٥٦ هـ عن نحو سبعين سنة.
(ابن عساكر ٦/٤٢٣، الإصابة ت ٤١٢٥، تاريخ الكوفة ص ٤٦، رغبة الآمل ٤/١٩٥) .
[٢] احتوش الشيى: جمعه وأحاط به.

<<  <   >  >>