للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسرعة بنعم، فانّ أولها سهل، ومخرجها ثقيل في فعلها.

[[من شعر المبرد]]

أنشد المبرد [١] لنفسه: [البسيط]

اسم المبرد في معناه مقتضب ... حقا كما اشتق داجي الليل من نسبه

وقلّ ما أبصرت عيناك ذا لقب ... إلا ومعناه إن فكّرت في لقبه

[[طلب واستعطاف]]

[رسالة لبعضهم]

الآمال أعزك الله قرائن النّعم، لا ينفكّ منها، ولا يتحول عنها، إلا إذا حمى الشّحّ أكنافها، ومنع حوزتها، وصار حاجزا دونها، وحاشى لما أودعك الله من نعمه، وخوّلك من مواهبه، أن تكون حمى على الآمال أن تردّه، وعلى الرجاء [٧٢ و] أن يسترفده، لأن ذلك ذخيرة من توفّي نعمته على همّته، ويزيد حظّه على أمنيّته، ويرى الاحتفاظ بما في يده من أعدّ عدده على نوائب دهره، فأما من كانت نفسه فوق ما خوّل، وقسمه دون ما يؤمّل، ومن يرى البقاء الذي لا يغتاله الغناء، والذخر الذي لا يتخوّنه الدهر، أحدوثة حسنة توثر، وذكرا جميلا ينشر، وصنيعة تسدى وتستثمر، فليس يرضى أن تذود عن فنائه أملا [أن] يجد له على ما قبله معوّلا، ولا بأن يجعل المعاذير جنّة، وهو يجد على ماله وجاهه وماله محتملا، وقد جعل الله كذلك فسهّل الله لك ما تحاوله، ولا قصّر بك عن غاية ما تؤمّله، وذو الحرمة ملوم على الإفراط في الدالة، كما أنّ المتجرّم به مذموم على التناسي والإذالة، ومن مذهبي الوقوف


[١] المبرد: محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي، أبو العباس، إمام العربية ببغداد في زمنه، وأحد أئمة الأدب والأخبار، مولده بالبصرة، له كتب منها:
(الكامل) ، و (المذكر والمؤنث) ، و (المقتضب) ، و (التعازي والمرائي) وغيرها، توفي ببغداد سنة ٢٨٦ هـ (وفيات الأعيان (١/٤٥، بغية الوعاة ص ١١٦، تاريخ بغداد ٣/٣٨٠، نزهة الألبا ص ٢٧٩)

<<  <   >  >>