للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: كانت بالبصرة قينة يقال لها متيم [١] ، وكانت موصوفة بالجمال والحذق، فجاءت إلى الحسن بن عبيد الله العنبري، قاضي البصرة- وكان المعتصم ولاه- تستبيع [٢] وتظهر التوبة، فباعها الحسن على مولاها، فلما كشفت عن وجهها افتتن الناس بها، مالت نفس القاضي إليها، فقال عبد الصمد بن المعذل: [٣] [الطويل]

ولما سرت عنها القناع متيّم ... تروّح منها العنبريّ متيّما [٤]

رأى ابن عبيد الله وهو محكّم ... عليها لها طرفا عليه محكّما

فان يصب قلب العنبريّ فقبله ... صبا باليتامى قلب يحيى بن أكثما [٥]

[[الحسن البصري مثال نادر]]

حميد الطويل، قال: خطب رجل إلى الحسن [٦] بنته، وكتب السفير


- سنة ٣٢٨ هـ، وكتاب الأمالي المذكور لم يطبع، قال الزركلي: وله الأمالي، اطلعت على قطعة منه كتبت في المدرسة النظامية، وعليها خط الحافظ عبد العزيز ابن الأخضر سنة ٦٠٩ هـ- (الأعلام ٦/٣٣٤) .
قلت: لم يذكر الزركلي مكان وجوده هذه القطعة.
[١] متيم: هي متيم الهاشمية، كانت صفراء من مولدات البصرة، اشتراها علي بن هشام، وطلب المأمون أن يهبها له، فدافعه عن ذلك، كانت تقول الشعر (المستظرف من أخبار الجواري ص ٦٢- ٦٣) .
[٢] تستبيع: توافق على البيع.
[٣] عبد الصمد بن المعذل: سبقت ترجمته، والأبيات في ديوانه ص ١٧٤- ١٧٥.
[٤] متيم الأولى: هي متيم الهاشمية السابق ذكرها، ومتيم الثانية من تيمه الحب، أي ذلله وولهه، والعنبري: قاضي البصرة الذي أمرها بأن تكشف قناعها عن وجهها.
[٥] يحيى بن أكثم بن محمد التميمي: أبو محمد، قاض رفيع القدر، ولد بمرو واتصل بالمأمون فولاه قضاء البصرة، ثم قضاء القضاة في بغداد، ولما ولي المعتصم عزله عن القضاء، وفي زمن المتوكل رده إلى القضاء، ثم عزله وصادره، أخباره كثيرة، توفي سنة ٢٤٢ هـ. (وفيات الأعيان ٢/٢١٧، أخبار القضاة لوكيع ٢/١٦١- ١٦٧، ثمار القلوب ص ١٢٢) .
[٦] الحسن: هو الحسن بن يسار البصري الواعظ الزاهد المتوفى سنة ١١٠ هـ، سبقت ترجمته.

<<  <   >  >>